الأرواح وحفظ النفوس ، بقوله : (يا أُولِي الْأَلْبابِ) أي : يا ذوي العقول الكاملة تأمّلوا في شرع القصاص وما
يتعلّق به (لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ) القتل خوفا من القصاص ، أو لعلّكم تعملون عمل أهل
التقوى في المحافظة على القصاص والحكم به والإذعان له ، وغير ذلك من المعاصي.
ثمّ بيّن
سبحانه شريعة أخرى ، وهي الوصيّة ، فقال : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ
إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) أي ، حضر أسبابه وظهر أماراته (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) مالا. وقيل : مالا كثيرا ، لما روي عن عليّ عليهالسلام : «أنّ مولى له أراد أن يوصي وله سبعمائة درهم أو
ستّمائة ، فمنعه وقال : قال الله تعالى : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) والخير هو المال الكثير».
وهذا هو
المأخوذ به عندنا ، لأنّ قوله عليهالسلام حجّة.
و (الْوَصِيَّةُ) مرفوع بـ «كتب». وتذكير فعلها للفصل ، أو على تأويل :
أن يوصي ، أو الإيصاء ، ولذلك ذكّر الراجع في قوله : «فمن بدّله». والعامل في «إذا».
مدلول «كتب» ـ أي : وجب ـ لا «الوصيّة» ، لتقدّمه عليها (لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) أي : لوالديه وأقاربه (بِالْمَعْرُوفِ) أي : بالشيء الّذي يعرف العقلاء أنّه لا جور فيه ولا
حيف ، فلا يفضّل الغنيّ ، ولا يتجاوز الثلث. وروي عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لم يحسن وصيّته عند موته كان نقصا في مروءته
وعقله».