responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 294

حياة عظيمة ، وذلك أنّهم كانوا يقتلون بالواحد الجماعة ، ويقتلون بالمقتول غير قاتله ، فتقع الفتنة ، فكانت في القصاص حياة أيّ حياة ، أو نوع من الحياة ، وهي الحياة الحاصلة بالارتداع عن القتل ، لوقوع العلم بالاقتصاص من القاتل ، فسلم صاحبه من القتل ، وسلم هو من القود ، فكان القصاص سبب حياة نفسين.

ويحتمل أن يكون كلا الظرفين خبرين لـ «حياة» ، وأن يكون أحدهما خبرا والآخر صلة له ، أو حالا من الضمير المستكن فيه.

وقال في المجمع : ونظيره من كلام العرب : القتل أنفى للقتل ، إلّا أنّ ما في القرآن أكثر فائدة ، وأوجز في العبارة ، وأبعد من الكلفة بتكرير الجملة ، وأحسن تأليفا بالحروف المتلائمة.

أمّا كثرة الفائدة ، فلأنّ فيه جميع ما في قولهم : القتل أنفى للقتل ، وزيادة معان ، منها : إبانة العدل لذكره القصاص ، ومنها : إبانة الغرض المرغوب فيه وهو الحياة ، ومنها : الاستدعاء بالرغبة والرهبة ، وحكم الله به.

وأمّا الإيجاز في العبارة ، فإن الذي هو نظير : القتل أنفى للقتل ، قوله : القصاص حياة ، وهو عشرة أحرف ، وذلك أربعة عشر حرفا.

وأمّا بعده من الكلفة ، فهو أن في قولهم : القتل أنفى للقتل ، تكريرا غيره أبلغ منه.

وأمّا الحسن بتأليف الحروف المتلائمة ، فإنه مدرك بالحسّ ، وموجود باللفظ ، فإن الخروج من الفاء إلى اللام أعدل من الخروج من اللام إلى الهمزة ، لبعد الهمزة من اللام ، وكذلك الخروج من الصاد إلى الحاء أعدل من الخروج من الألف إلى اللام» [١].

ثمّ نادى أرباب العقول الصافية إلى التأمّل في حكمة القصاص ، من استبقاء


[١] مجمع البيان ١ : ٢٦٦.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست