responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 275

والثانية للبيان. والسماء يحتمل الفلك والسحاب وجهة العلوّ (فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها) فعمّر به الأرض بعد خرابها بالنبات ، أو بأهل الأرض بإخراج الأقوات (وَبَثَ) ونشر وفرّق (فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ) ، عطف على «أنزل» أي : ما بثّ فيها من كلّ حيوان يدبّ ، أو على «أحيا» فإنّ الدوابّ ينمون بالخصب ويعيشون بالمطر. هذا استدلال بنزول المطر ، وتكوّن النبات به ، وبثّ الحيوانات في الأرض.

(وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ) في مهابّها : قبولا ، ودبورا ، وشمالا ، وجنوبا. وفي أحوالها : باردة ، وحارّة ، ولينة ، وعاصفة. وقرأ حمزة والكسائي على الإفراد (وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ) المذلّل لله تعالى (بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) لا ينزل ولا ينكشف ـ مع أنّ الطبع يقتضي أحدهما ـ حتى يأتي أمر الله. وقيل : مسخّر الرياح تقلّبه في الجوّ بمشيئة الله يمطر حيث شاء. واشتقاقه من السّحب ، لأنّ بعضه يجرّ بعضا.

(لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يتفكّرون فيها ، وينظرون إليها بعيون عقولهم ، ويعتبرون بها ، لأنّها دلائل على عظيم القدرة وعجيب الحكمة.

وفي المجمع : «قد بيّن العلماء تفصيل ما تدلّ عليه ، فقالوا :

أمّا السماوات والأرض ، فيدلّ تغيّر أجزائهما ، واحتمالهما الزيادة والنقصان ، وأنّهما من الحوادث لا ينفكّان عن حدوثهما. ثم إن حدوثهما وخلقهما يدلّ على أنّ لهما خالقا لا يشبههما ولا يشبهانه ، لأنّه لا يقدر على خلق الأجسام إلا القديم القادر لنفسه الّذي ليس بجسم ولا عرض ، إذ جميع ما هو بصفة الأجسام والأعراض محدث ، ولا بدّ له من محدث ليس بمحدث ، لاستحالة التسلسل ، ويدلّ كونهما على جهة الإتقان والإحكام والاتّساق والانتظام على كون فاعلهما عالما حكيما.

وأمّا اختلاف الليل والنهار ، وجريهما على وتيرة واحدة ، وأخذ أحدهما من

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست