روي أنّ
للمشركين كان حول الكعبة ثلاثمائة وستّون صنما ، فلمّا سمعوا هذه الآية قالوا : إن
كنت صادقا فائت بآية نعرف بها صدقك ، فنزلت : (إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) في إنشائهما على سبيل الاختراع والابتداع. جمع
السّماوات وأفرد الأرض ، لأنّ السماوات طبقات متفاصلة بالذات مختلفة بالحقيقة ،
بالجنس واللون والقطر والكبر ، بخلاف الأرضين.
(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهارِ) تعاقبهما ، فإنّ كلّا منهما يعقب الآخر ، كقوله تعالى :
(جَعَلَ اللَّيْلَ
وَالنَّهارَ خِلْفَةً)[١] ، أو اختلافهما في الجنس والصفة ، من اللون والطول والقصر
والحركة والسّكون.
(وَالْفُلْكِ) والسّفن الحاملة للأثقال والأحمال (الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ
النَّاسَ) أي : بالّذي ينفعهم ، فتكون «ما» موصولة ، أو بنفعهم ،
فتكون مصدريّة. وتوصيف الفلك للاستدلال بالبحر وأحواله. وتخصيصه بالذكر لأنّه سبب
الخوض فيه والاطّلاع على عجائبه ، ولذلك قدّمه على ذكر المطر والسحاب ، لأنّ
منشأهما البحر في غالب الأمر. وتأنيث الفلك لأنّه بمعنى السّفينة.
(وَما أَنْزَلَ اللهُ
مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ) يعني : من مطر «من» الأولى للابتداء ،