responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 269

الإنسان من مكروه ، لقوله عليه‌السلام : «كلّ شيء يؤذي المؤمن فهو مصيبة». وليس الصبر بالاسترجاع باللّسان ، بل به وبالقلب ، بأن يتصوّر معنى الاسترجاع ، وهو أنّه ما خلق لأجله ، وأنّه راجع إلى جزاء ربّه ، ويتذكّر نعم الله عليه ليرى أن ما أبقى عليه أضعاف ما استردّه منه ، فيهون على نفسه ويستسلم له.

والمبشّر به محذوف دلّ عليه قوله : (أُولئِكَ) الّذين وصفهم الله بأنّهم من الصّابرين المسترجعين المستسلمين لقضاء الله (عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) الصّلاة في الأصل الدعاء ، ومن الله العطوفة والرأفة المستلزمتان المغفرة والتزكية واللطف والإحسان. جمع بينها وبين الرحمة للتنبيه على كثرتها وتنوّعها ، كقوله : (رَأْفَةً وَرَحْمَةً) [١] و (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) [٢]. والمعنى : عليهم رأفة بعد رأفة ، ورحمة أيّ رحمة.

وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «من استرجع عند المصيبة جبر الله مصيبته ، وأحسن عقباه ، وجعل له خلفا صالحا يرضاه».

وعن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «أربع من كنّ فيه كتبه الله من أهل الجنّة : من كانت عصمته شهادة أن لا إله إلّا الله ، ومن إذا أنعم الله عليه النعمة قال : الحمد لله ، ومن إذا أصاب ذنبا قال أستغفر الله ، ومن إذا أصابته مصيبة قال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)».

روي : «أنّه طفئ سراج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ، فقيل : أمصيبة هي؟ قال : نعم ، كلّ شيء يؤذي المؤمن فهو له مصيبة».

(وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) للحقّ والصّواب ، حيث استرجعوا وسلّموا أنفسهم لحكم الله وقضائه.


[١] الحديد : ٢٧.

[٢] التوبة : ١١٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست