responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 255

الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه ، وحجّته في أرضه». وفي رواية أخرى قال : «إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصّر».

وروى أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي ، عن عليّ عليه‌السلام : أنّ الله تعالى إيّانا عني بقوله : (جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً) [١].

(لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) علّة للجعل ، أي : لتعلموا بالتأمّل فيما نصب لكم من الحجج وأنزل من الكتاب أنّه تعالى ما بخل على أحد وما ظلم ، بل أوضح السبل وأرسل الرسل ، فبلّغوا ونصحوا ، ولكنّ الّذين كفروا حملتهم الشهوات النفسانيّة على الإعراض عن الآيات البيّنة ، فتشهدون على معاصريكم وعلى الّذين قبلكم وبعدكم (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) أي : شاهدا عليكم بما يكون من أعمالكم ، فيزكّيكم ويعلم بعدالتكم.

روي : «أنّ الأمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ، فيطالب الله الأنبياء بالبيّنة على أنّهم قد بلّغوا وهو أعلم بهم ، إقامة للحجّة على المنكرين ، فيؤتى بأمّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيشهدون لهم ، فتقول الأمم : من أين عرفتم؟ فيقولون : علمنا ذلك بإخبار الله تعالى في كتابه الناطق على لسان نبيّه الصادق ، فيؤتى بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيسأل عن حال أمّته ، فيشهد بعدالتهم».

وهذه الشهادة وإن كانت لهم ، لكن لمّا كان الرسول كالرقيب المهيمن على أمّته عدّي بـ «على» ، كما في قوله : (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [٢]. وأخّرت الصلة أوّلا لأنّ الغرض في الأوّل إثبات شهادتهم على الأمم ، وقدّمت آخرا للدلالة على اختصاصهم بكون الرسول شهيدا عليهم.


[١] شواهد التنزيل ١ : ١١٩ ح ١٢٩.

[٢] المائدة : ١١٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست