روي أنّ اليهود
قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألست تعلم أنّ يعقوب أوصى بنيه باليهوديّة يوم مات؟
فنزلت : (وَوَصَّى بِها
إِبْراهِيمُ بَنِيهِ). التوصية التقدّم إلى الغير بفعل فيه صلاح وقربة.
وأصلها الوصل ، يقال : وصّاه إذا وصله ، وفصّاه إذا فصله ، كأنّ الموصّي يصل فعله
بفعل الوصيّ. والضمير في «بها» للملّة ، أو لقوله : «أسلمت» على تأويل الكلمة أو
الجملة. وقرأ نافع وابن عامر : أوصى. والأوّل أبلغ.
(وَيَعْقُوبُ) عطف على إبراهيم ، أي : وصّى بها عنه يعقوب. وهو ابن
إسحاق ، عن ابن عبّاس : إنّما سمّي يعقوب لأنّه وعيصا كانا توأمين ، فتقدّم عيص
وخرج يعقوب على أثره آخذا بعقبه.
(يا بَنِيَ) على إضمار القول عند البصريّين ، ومتعلّق بـ «وصّى» عند
الكوفيّين ، لأنّه نوع من القول.
وبنو إبراهيم
كانوا أربعة : إسماعيل ، وإسحاق ، ومدين ، ومدان. وفي الكواشي [١] : ثمانية ،
الأربعة المذكورة ، وزمران ، ويفشان ، ويشبق ، وشوّخ. وقيل :
[١] هو موفّق الدين
أحمد بن يوسف الكواشي الشافعي الموصلي المفسّر ، له التفسير الكبير والصغير ،
وتوفّي سنة ٦٨٠. الكنى والألقاب ٣ : ١٠١. ولم يكن تفسيره لدينا ، ولعلّه لم يطبع
إلى الآن.