responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 242

والأوّل أوجه ، لشذوذ تعريف المميّز ، وبعد نزع الخافض منها.

ثمّ بيّن خطأ رأي من رغب عن ملّته بقوله : (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ) اجتبيناه بالرسالة (فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) الفائزين. فمن كان صفوة العباد وخيرتهم في الدنيا ، مشهودا له بالاستقامة والصلاح يوم القيامة ، كان حقيقا بالاتّباع له ، لا يرغب عنه إلا سفيه أو متسفّه ، أذلّ نفسه بالجهل والإعراض عن النظر.

ومعنى «أسلم» في قوله : (إِذْ قالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ) أخطر ببالك النظر في الدلائل المفضية به إلى التوحيد ، لتخلص لله العبادة (قالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي : نظرت وعرفت خالق العالم فعبدته خالصا. وقيل : إنّ معنى «أسلم» أذعن وأطع.

وهذه الآية ظرف لـ «اصطفيناه» وتعليل له ، أي : اخترناه في ذلك الوقت. أو منصوب بإضمار : أذكر ، كأنّه قيل : أذكر ذلك الوقت لتعلم أنّه المصطفى الصالح المستحقّ للإمامة والتقدّم ، بسبب المبادرة إلى إخلاص السرّ والإذعان حين دعاه ربّه إلى التوحيد على طريق النظر ، فأخطر بباله دلائله المؤدّية إلى المعرفة الداعية إلى التوحيد وسائر أصول قواعد الإسلام.

وعن ابن عبّاس : إنّما قال ذلك إبراهيم عليه‌السلام حين خرج من السّرب [١].

وروي أنّ عبد الله بن سلام دعا ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام ، فقال لهما : قد علمنا أنّ الله تعالى قال في التوراة : إنّي باعث من ولد إسماعيل نبيّا اسمه أحمد ، فمن آمن به فقد اهتدى ورشد ، ومن لم يؤمن فهو ملعون ، فأسلم سلمة ، وأبى مهاجر أن يسلم ، فنزلت : (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) الى آخر الآيتين.


[١] السّرب : الحفير تحت الأرض ، أو الغار والكهف.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست