(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ
مِلَّةِ إِبْراهِيمَ) الّتي هي الحقّ. هذا استبعاد وإنكار لأن يكون في
العقلاء من يرغب عن ملّته الواضحة وطريق الحقّ ، أي : لا يرغب أحد عن ملّته (إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ). محلّه الرفع على المختار بدلا من الضمير المستكن في «يرغب».
وصحّ البدل لأنّ «من يرغب» غير موجب ، كقولك : هل جاءك أحد إلا زيد؟
ومعنى «سفه
نفسه» امتهنها واستخفّ بها. وأصل السفه الخفّة. وقيل : معناه : جهل قدره ، أو جهل
نفسه بما فيها من الآيات الدالّة على أنّ لها صانعا ليس كمثله شيء.
قال المبرّد
وثعلب : سفه بالكسر متعدّ ، وبالضمّ لازم. ويشهد له ما جاء في الحديث : «الكبر أن
تسفه الحقّ ، وتغمص [١] الناس».
وقيل : أصله :
سفه نفسه ، على الرفع ، فنصب على التمييز ، نحو : غبن رأيه ، وألم رأسه. أو : سفه
في نفسه ، فنصب بنزع الخافض.