responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 226

هارون دون صلب موسى ، ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ، وإنّ الإمامة خلافة الله عزوجل ، ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن ، لأنّ الله تعالى هو الحكيم في أفعاله ، لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون.

(قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) استئناف إن أضمرت ناصب «إذ» ، وهو «اذكر» مثلا ، كأنّه قيل : فما ذا قال له ربّه حين أتمّهنّ؟ فأجيب بذلك. أو بيان لقوله : «ابتلى» فتكون الكلمات ما ذكره من الإمامة وتطهير البيت ورفع قواعده والإسلام. وإن نصبته بـ «قال» فالمجموع جملة معطوفة على ما قبلها. وجاعل من «جعل» الّذي له مفعولان. والإمام اسم لمن يؤتمّ به على زنة الإله ، كالإزار لما يؤتزر به ، أي : يأتمّون بك في دينهم ، وإمامته عامّة ، إذ لم يبعث بعده نبيّ إلا كان من ذرّيّته ، مأمورا باتّباعه.

وقوله : (قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) عطف على الكاف ، كأنّه قال : وجاعل بعض ذرّيّتي ، كما يقال لك : سأكرمك ، فتقول : وزيدا. والذرّيّة نسل الرجل ، فعليّة أو فعّولة ، قلبت راؤها الثالثة ياء ، كما «تقضّيت» في «تقضّضت» ، من الذرّ بمعنى التفريق. أو فعّولة أو فعّيلة ، قلبت همزتها ياء ، من الذرء بمعنى الخلق.

والمعنى : قال إبراهيم بعد أن جعله الله إماما للناس ليأتمّوا به في دينهم ، ويفوزوا بخير الدارين بتدبيره ، وتنتظم أمورهم بسياسته : اجعل يا ربّ بعض ذرّيّتي إماما.

(قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) أي : من كان ظالما من ذرّيّتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة ، وإنّما يناله من لا يفعل ظلما. فهذا الجواب إجابة إلى ملتمسه ، وتنبيه على أنّه قد يكون من ذرّيّته ظلمة لنفسهم أو لغيرهم ، وأنّهم لا ينالون الإمامة ، لأنّها أمانة من الله تعالى وعهد ، والظالم لا يصلح لها ، وإنّما ينالها البررة الأتقياء منهم.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست