وبعد ذكر قصّة
أهل الكتاب بيّن ملّة إبراهيم على نبيّنا وعليهالسلام ، وخصاله الحميدة ، وخلاله المرضيّة ، ليتأسّوا به في
الإسلام وقواعده ، فإنّهم كانوا يعتقدون به ويعظّمونه ، فقال : (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) كلّفه بأوامر ونواهي. والابتلاء في الأصل التكليف
بالأمر الشاقّ ، من البلاء ، لكنّه لمّا استلزم الاختبار بالنسبة إلى من يجهل
العواقب ظنّ ترادفهما. والضمير لإبراهيم ، وحسن لتقدّمه لفظا وإن تأخّر رتبة ،
لأنّ الشرط أحد التقدّمين.
والكلمات قد
تطلق على المعاني ، فلذلك فسّرت بالخصال الثلاثين المحمودة : عشر في براءة (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ)[١] وعشر في الأحزاب (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِماتِ)[٢] إلى آخر الآيتين ، وعشر في المؤمنين [٣] ، و (سَأَلَ سائِلٌ)[٤] إلى قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ عَلى
صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ).
وبالعشر [٥] الّتي هي من
سننه ، خمس في الرأس : الفرق ، وقصّ الشارب ، والسواك ، والمضمضة ، والاستنشاق.
وخمس في البدن : الختان ، والاستحداد [٦] ، والاستنجاء ، وتقليم الأظفار ، ونتف الإبط. وبمناسك [٧] الحجّ ،
وبالكواكب ،