حصول ما تعلّقت به إرادته بلا مهلة ، بطاعة المأمور المطيع بلا توقّف.
فالمعنى : أنّ
ما قضاه من الأمور وأراد كونه يتكوّن ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقّف ،
كالمأمور المطيع إذا أمر لا يتوقّف. أكّد بهذا استبعاد الولادة ، لأنّ من كانت هذه
صفته في كمال القدرة فحاله مبائنة لحال الأجسام في توالدها. ففيه تقرير لمعنى
الإبداع ، وإيماء إلى حجّة خامسة ، وهي : أنّ اتّخاذ الولد ممّا يكون بأطوار ومهلة
، وفعله تعالى يستغني عن ذلك.
وقرأ ابن عامر
بالنصب على «أن» المقدّر ، والباقون بالرفع على تقدير : فهو يكون.
والسبب في
الضلالة أنّ أرباب الشرائع المتقدّمة كانوا يطلقون الأب على الله تعالى باعتبار
أنّه السبب الأوّل ، حتى قالوا : إنّ الأب هو الربّ الأصغر ، والله سبحانه وتعالى
هو الربّ الأكبر ، ثمّ ظنّت الجهلة منهم أنّ المراد به معنى الولادة ، فاعتقدوا
ذلك تقليدا ، ولذلك كفر قائله ، ومنع منه مطلقا ، حسما لمادّة الفساد.