responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 219

بإثبات الملك ، وذلك يقتضي تنافيهما.

فالآية مشعرة على فساد ما قالوه [١] من ثلاثة أوجه :

أحدها : قوله «سبحانه».

والثاني : (بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).

والثالث : قوله : (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ).

ولمّا نزّه سبحانه نفسه عن اتّخاذ الأولاد ، ودلّ عليه بأنّ له ما في السموات والأرض ، أكّد ذلك بحجّة رابعة وقال : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من إضافة الصفة المشبّهة إلى فاعلها ، أي : بديع سماواته وأرضه ، من «بدع» فهو بديع. وقيل : هو بمعنى المبدع ، كما يجيء السميع بمعنى ، المسمع ، أي : منشئ السّماوات والأرض من غير سبق مثال.

وتقرير هذه الحجّة : أنّ الوالد عنصر الولد المنفصل بانفصال مادّته عنه ، والله سبحانه مبدع الأشياء كلّها ، فاعل على الإطلاق ، منزّه عن الانفعال ، فلا يكون والدا.

والإبداع اختراع الشيء لا عن شيء دفعة. وهو أليق بهذا الموضع من الصنع الّذي هو تركيب الصورة بالعنصر ، والتكوين الّذي يكون بتغيير وفي زمان غالبا.

(وَإِذا قَضى أَمْراً) أي : أراد شيئا. وأصل القضاء إتمام الشيء قولا ، كقوله : (وَقَضى رَبُّكَ) [٢] ، أو فعلا كقوله : (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) [٣]. وأطلق على تعلّق الإرادة الإلهيّة بوجود الشيء من حيث إنّه يوجبه. (فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) من «كان» التامّة ، أي : أحدث فيحدث. وليس المراد به حقيقة أمر وامتثال ، بل تمثيل


[١] أي : ما قالوه من اتّخاذ الولد.

[٢] الإسراء : ٢٣.

[٣] فصّلت : ١٢.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست