قيل : في قوم
عميت عليهم القبلة في السفر فصلّوا إلى أنحاء مختلفة ، فلمّا أصبحوا تبيّنوا
خطأهم. وعلى هذا لو أخطأ المجتهد ثمّ تبيّن له الخطأ لم يلزمه التدارك.
وقيل : هي
توطئة لنسخ القبلة ، وتنزيه للمعبود أن يكون في حيّز وجهة ، كما زعم المجسّمة.
روي أنّ اليهود
قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله ، ومشركو العرب قالوا :
الملائكة بنات الله ، فنزلت في شأنهم : (وَقالُوا اتَّخَذَ
اللهُ وَلَداً) معطوفا على (قالَتِ الْيَهُودُ) أو «منع». وقرأ ابن عامر بغير واو (سُبْحانَهُ) تنزيه وتبعيد له عن ذلك ، فإنّه يقتضي التشبيه والحاجة
وسرعة الفناء ، فردّ الله تعالى لما قالوه ، وبيّن فساده (بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ
كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) منقادون ، لا يمتنعون عن مشيئته وتكوينه ، وكلّ ما كان
بهذه الصفة لم يجانس مكوّنه الواجب لذاته ، فلا يكون له ولد ، لأنّ من حقّ الولد
أن يجانس والده.
وإنّما جاء بـ «ما»
الّذي لغير أولي العلم ، وقال : «قانتون» على تغليب أولي العلم ، تحقيرا لشأنهم.
وتنوين «كلّ»
عوض عن المضاف إليه ، أي : كلّ ما فيهما. ويجوز أن يراد : كلّ من جعلوه ولدا له
مطيعون مقرّون بالعبوديّة ، فيكون إلزاما بعد إقامة الحجّة.
واحتجّ بها
الفقهاء على أنّ من ملك ولده عتق عليه ، لأنّه تعالى نفي الولد