(وَاسْتَعِينُوا
بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)[١] ، فقال : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ
وَآتُوا الزَّكاةَ) عطفا على «فاعفوا». فأمرهم بالصبر والمخالفة واللجأ إلى
الله عزوجل بالعبادة والبرّ.
(وَما تُقَدِّمُوا
لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) كصلاة أو صدقة وغيرهما من الطاعات (تَجِدُوهُ) أي : ثوابه (عِنْدَ اللهِ). وفي هذا دلالة على أنّ ثواب الخيرات والطاعات لا يضيع
ولا يحبط ولا يبطل ، لأنّه إذا أحبط لا يجدونه. (إِنَّ اللهَ بِما
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) عالم لا يضيع عنده عمل عامل.
ثمّ حكى الله
سبحانه نبذا من أقوال اليهود والنصارى ودعاويهم الباطلة ، فقال عطفا على قوله : (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ
كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) المراد به :
وقالت اليهود :
لن يدخل الجنّة إلّا من كان هودا ، وقالت النصارى : لن يدخل الجنّة إلّا من كان
نصارى ، فلفّ بين القولين ، ثقة بأنّ السامع يردّ إلى كلّ فريق قوله ، وأمنا من
الالتباس ، لما علم من الخلاف بين الفريقين ، وتضليل كلّ واحد منهما لصاحبه. ونحوه
قوله : (وَقالُوا كُونُوا
هُوداً أَوْ نَصارى)[٢].
والهود : جمع
الهائد ، كعائذ وعوذ ، بمعنى التائب. يقال : هاد يهود هودا ، إذا تاب ورجع إلى
الحقّ. وتوحيد الاسم المضمر في «كان» وجمع الخبر لاعتبار اللفظ والمعنى.