responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 214

(تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) إشارة إلى الأمانيّ المذكورة ، وهي : أن لا ينزل على المؤمنين خير من ربّهم ، وأن يردّوهم كفّارا ، وأن لا يدخل الجنّة غيرهم ، أي : تلك الأمانيّ الكاذبة أمانيّهم. والجملة اعتراض. والأمنيّة أفعولة من التمنّي ، كالأضحوكة والأعجوبة.

(قُلْ هاتُوا) هلمّوا أحضروا (بُرْهانَكُمْ) حجّتكم البيّنة على اختصاصكم بدخول الجنّة (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) في دعواكم ، فإنّ كلّ قول لا دليل عليه غير ثابت ، بل باطل. وليس هذا بأمر ، بل هو تعجيز وإنكار ، بمعنى أنّه إذا لم يمكنكم الإتيان ببرهان يصحّح مقالتكم فاعلموا أنّه باطل فاسد.

وفي هذه الآية دلالة على فساد التقليد ، ألا ترى أنّه لو جاز التقليد لما أمروا بأن يأتوا فيما قالوه ببرهان. وفيها أيضا دلالة على جواز المحاجّة في الدين.

(بَلى) إثبات لما نفوه من دخول غيرهم الجنّة (مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) أخلص له نفسه ، بأن لا يشرك به غيره ، أو قصده. وقيل : وجّه وجهه لطاعة الله. وقيل : فوّض أمره إلى الله. وقيل : استسلم لأمر الله ، وخضع وتواضع لله ، لأنّ أصل الإسلام الخضوع والانقياد. وأصله [١] العضو المخصوص المعلوم ، تسمية باسم أشرف أعضاء النفس (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في عمله (فَلَهُ أَجْرُهُ) الّذي وعد له على عمله (عِنْدَ رَبِّهِ) ثابتا عنده لا يضيع ولا ينقص.

والجملة جواب «من» إن كانت شرطيّة ، وخبرها إن كانت موصولة. والفاء فيها لتضمّنها معنى الشرط ، فيكون الردّ بقوله : «بلى» وحده. ويحسن الوقف عليه.

ويجوز أن يكون (مَنْ أَسْلَمَ) فاعل فعل مقدّر ، مثل : بلى يدخلها من أسلم ،


[١] يعني : وأصل التسليم والانقياد الخضوع لله تعالى بالوجه ، وهو أشرف أعضاء النفس ، فسمّي تسليم النفس باسم أشرف أعضائها.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 214
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست