روي أنّ فنحاص
بن عازوراء وزيد بن قيس ونفرا من اليهود ـ كحييّ بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ،
وأضرابهما ـ قالوا لحذيفة بن اليمان وعمّار بن ياسر بعد وقعة أحد : ألم تروا ما
أصابكم؟ ولو كنتم على الحقّ ما هزمتم ، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم وأفضل ،
ونحن أهدى منكم سبيلا.
فقال عمّار :
كيف نقض العهد فيكم؟
قالوا : شديد.
قال : فإنّي قد
عاهدت أن لا أكفر بمحمد ما عشت.
فقالت اليهود :
أما هذا فقد صبأ.
وقال حذيفة :
وأمّا أنا فقد رضيت بالله ربّا ، وبمحمد نبيّا ، وبالإسلام دينا ، وبالقرآن إماما
، وبالكعبة قبلة ، وبالمؤمنين إخوانا.
ثم أتيا رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبراه ، فقال : أصبتما خيرا وأفلحتما ، فنزلت. (وَدَّ) أي : تمنّى (كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ
الْكِتابِ) يعني : أحبارهم ، كفنحاص ، وزيد بن قيس ، وحييّ بن أخطب
، وكعب بن الأشرف ، وأمثالهم (لَوْ يَرُدُّونَكُمْ) أي : أن