عن ابن عبّاس :
كانت اليهود يستفتحون ، أي : يستنصرون على الأوس والخزرج برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل مبعثه ، فلمّا بعثه الله من العرب ولم يكن من بني
إسرائيل كفروا به وجحدوا ما كانوا يقولون فيه ، فقال لهم معاذ بن جبل وبشر بن
البراء : يا معشر اليهود اتّقوا الله وأسلموا ، فقد كنتم تستفتحون علينا بمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ونحن أهل الشرك ، وتصفونه وتذكرون أنّه مبعوث ، فقال
سلام بن مشكم أخو بني النضير : ما جاءنا بشيء نعرفه ، وما هو بالّذي كنّا نذكر
لكم. فنزلت.
(وَلَمَّا جاءَهُمْ
كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ) يعنى : القرآن (مُصَدِّقٌ لِما
مَعَهُمْ) من الكتب الّتي أنزلها الله تعالى قبل القرآن ، من
التوراة والإنجيل وغيرهما. وجواب «لمّا» محذوف ، نحو : كذّبوا به ، واستهانوا
بمجيئه ، وما أشبه ذلك ، دلّ على المحذوف جواب «لمّا» الثانية.