responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 185

ثمّ ذكر سبحانه إنعامه عليهم بإنزال كتابه وإرسال رسله إليهم ، وما قابلوه به من تكذيبهم ، فقال : (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ) يعني : أعطيناه التوراة جملة واحدة (وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) أرسلنا على أثره الرسل ، أي : رسولا بعد رسول ، يتبع الآخر الأوّل في الدعاء إلى وحدانيّة الله تعالى ، والقيام بشرائعه على منهاج واحد ، لأنّ كلّ من بعثه الله نبيّا بعد موسى إلى زمن عيسى عليه‌السلام ـ كيوشع وأشموئيل وشمعون وداود وسليمان وشعيا وأرميا وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريّا ويحيى وغيرهم ـ فإنّما بعثه بإقامة التوراة والعمل بما فيها والدعاء إلى ذلك ، كقوله : (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا) [١] أي : واحدا بعد واحد. يقال : قفّاه إذا أتبعه ، وقفّاه به أتبعه إيّاه من القفا ، نحو : ذنبه من الذنب [٢].

(وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ) المعجزات الواضحات الدالّة على نبوّته ، كإحياء الموتى ، وإبراء الأكمه والأبرص ، والإخبار بالمغيّبات ، أو الإنجيل الّذي هو جامع للآيات الفاصلة بين الحلال والحرام.

وعيسى بالعبريّة أيشوع ، بمعنى المبارك. ومريم بمعنى الخادم. وهو بالعربيّة من رامه يريمه ريما إذا فارقه ، وريم بالرجل إذا قطع به ، على وزن مفعل ، إذ لم يثبت فعيل. وزير في مقابلته ، أي : رجل كثير الزيارة للنساء. قال رؤبة :

قلت لزير لم تصله مريمه

ضليل أهواء الصبا تندّمه [٣]


[١] المؤمنون : ٤٤.

[٢] ذنبه يذنبه : تلا ذنبه فلم يفارق أثره. (لسان العرب ١ : ٣٩٠)

[٣] الزير : من يكثر مودّة النساء وزيارتهنّ. والمريم : من تكثر مودّة الرجال وزيارتهم. ولعلّ معناه : أن ندمه ضالّ ضائع في أهواء الصّبا.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست