بأصغريها ، أي : اللسان والقلب. وقيل : بلسانها. وقيل : بفخذها اليمنى.
وقيل : بالعظم الّذي يلي الغضروف ، وهو أصل الأذن. وقيل : بالأذن. وقيل : بالبضعة
بين الكتفين. وقيل : بالعجب ، وهو أصل الذّنب من الدابّة ما ضمّت عليه الورك.
روي أنّهم لمّا
ضربوه قام بإذن الله وأوداجه تشخب دما وقال : يا نبيّ الله قتلني فلان وفلان ابنا
عمّي ، ثم سقط ميّتا ، فأخذا وقتلا ، ولم يورّث قاتل بعد ذلك.
وقوله : (كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) يدلّ على ما حذف ، وهو : فضربوه فحيي والخطاب مع من حضر
حياة القتيل ، أو من حضر نزول الآية.
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) دلائله على كمال قدرته (لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ) لكي يكمل عقلكم ، وتعلموا أنّ من قدر على إحياء نفس قدر
على إحياء الأنفس كلّها ، لعدم وجه الاختصاص حتى تنكروا البعث ، أو لكي تعملوا على
قضيّة العقل.
ولعلّه سبحانه
إنّما لم يحيه أوّلا وشرط فيه ما شرط لما فيه من التقرّب ، وأداء الواجب ، ونفع
اليتيم ، والتنبيه على بركة التوكّل ، والشفقة على الأولاد ، والتعوّذ من الهزؤ ،
وتجهيل الهازىء بما لا يعلم كنهه ، وأنّ من حقّ الطّالب أن يقدّم قربة ، ومن حقّ
المتقرّب أن يتحرّى الأحسن ويغالي بثمنه ، وأنّ الزيادة في الخطاب نسخ له ، وأنّ
النسخ قبل الفعل جائز ، وإن لم يجز قبل وقت الفعل وإمكانه ، لأدائه إلى البداء.
ولمّا قدّم
سبحانه ذكر المعجزات القاهرة والأعلام الظاهرة ، بيّن شدّة قساوة قلوبهم وما فعلوا
بعدها من العصيان والطغيان اللّذين من لوازم القساوة ، فقال عزّ