(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ)[١](لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ) نعمة البعث بعد الموت.
أجمع المفسّرون
إلّا شرذمة يسيرة أنّ الله تعالى لم يكن أمات موسى عليهالسلام كما أمات قومه ، ولكن غشي عليه بدليل قوله : (فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ
إِلَيْكَ)[٢] ، والإفاقة إنّما تكون من الغشيان.
وفي الآية
دلالة على أنّ قول موسى عليهالسلام : (رَبِّ أَرِنِي
أَنْظُرْ إِلَيْكَ)[٣] كان سؤالا لقومه ، لأنّه لا خلاف بين أهل التوراة أنّ
موسى عليهالسلام لم يسأل الرؤية إلّا دفعة واحدة ، وهي الّتي سألها
لقومه. وعلى أنّ الرجعة في الدنيا جائزة. وقول من قال : إنّ الرجعة لا يجوز إلّا
في زمن نبيّ ليكون معجزة له ودلالة على نبوّته ، باطل ، لأنّ عندنا بل عند أكثر
الامّة يجوز إظهار المعجزات على أيدي الأئمّة والأولياء عليهمالسلام ، والأدلّة على ذلك مذكورة في كتب الكلام.
(وَظَلَّلْنا
عَلَيْكُمُ الْغَمامَ) جعلنا فوقكم السحاب ظلّة تحفظكم من حرّ الشمس حين كنتم
في التيه أربعين سنة.
(وَأَنْزَلْنا
عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى) الترنجبين [٤] والسّمانى [٥]. قيل : كان ينزل عليهم المنّ مثل الثلج من الصبح إلى
الطلوع لكلّ إنسان صاع ، ويبعث الجنوب تحشر عليهم السمانى ، فيذبح الرجل ما يكفيه
، وينزل بالليل عمود نار يسيرون في
[٤] المنّ
كالطّرنجبين ، وفي الحديث : الكمأة من المنّ. وقيل : المنّ طلّ ينزل من السماء. وقيل
: هو شبه العسل كان ينزل على بني إسرائيل. (لسان العرب ١٣ : ٤١٨).
وفي فرهنگ فارسى للدكتور محمد
معين (١ : ١٠٧٢) : ترنجبين معرّب ترنگبين ، ترشحات وشيرابه هاى برگ وساقه هاى گياه
خارشتر كه از لحاظ شيميائي نوعي أز «منّ» مى باشد.