responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 136

والأمر والنهي والوعد والوعيد ، ولأدّى إلى بطلان الرسل والكتب.

ثمّ قال مخاطبا لليهود : (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ) على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من القرآن (مُصَدِّقاً) حال كونه موافقا (لِما مَعَكُمْ) إفراد الإيمان بالأمر به والحثّ عليه لأنّه المقصود والعمدة للوفاء بالعهود.

وتقييد المنزل بأنّه مصدّق لما معهم من الكتب الإلهيّة ـ من حيث إنّه نازل حسبما نعت فيها ، أو مطابق لها في القصص والمواعيد ، والدعاء إلى التوحيد ، والأمر بالعبادة والعدل بين الناس ، والنهي عن المعاصي والفواحش. وفيما [١] يخالفها من جزئيّات الأحكام بسبب تفاوت الأعصار في المصالح ، من حيث إنّ كلّ واحدة منها حقّ بالإضافة إلى زمانها ، مراعى فيها صلاح من خوطب بها ، حتى لو نزل المتقدّم في أيّام المتأخّر لنزل على وفق المتأخّر ، ولذلك قال عليه‌السلام : «لو كان موسى حيّا لما وسعه إلّا اتّباعي» ـ تنبيه [٢] على أنّ اتّباعها لا ينافي الإيمان به ، بل يوجبه ، ولذلك عرّض بقوله : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) أي : الواجب عليكم أن تكونوا أوّل من آمن به ، لأنّكم من أهل النظر في معجزاته والعلم بشأنه ، ومستفتحون به على الكفرة ، ومبشّرون بزمانه.

و «أوّل كافر» خبر عن ضمير الجمع ، بتقدير : أوّل فريق أو فوج ، أو بتأويل : لا يكن كلّ واحد منكم أوّل كافر به ، كما يقال : كسانا الأمير حلّة ، أي : كسا كلّ واحد منّا حلّة.

ولمّا كان المراد منه التعريض بأنّه كان يجب أن يكون اليهود أوّل من يؤمن به لمعرفتهم به وبصفته ، وتبشيرهم الناس به ، واستفتاحهم به على الّذين كفروا ، وكانوا


[١] عطف على : في القصص ، أي : مطابق لها فيما يخالفها من الأحكام ، ولكن من حيث إن كلّ واحدة منها حقّ بالإضافة إلى زمانها.

[٢] خبر لـ : وتقييد المنزل.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست