responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 137

يقولون : إنّا نتّبعه قبل أن يكون الناس كلّهم آمنوا به ، فلمّا بعث كان أمرهم على العكس ، كقوله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) [١] لا الدلالة على ما نطق به الظاهر ، كقولك : أمّا أنا فلست بجاهل. فلا [٢] يرد : كيف نهوا عن التقدّم في الكفر وقد سبقهم مشركو العرب؟ أو يكون المراد منه : ولا تكونوا أوّل كافر به من أهل الكتاب. ويجوز أن يراد : ولا تكونوا مثل أوّل كافر به ، يعني : من أشرك به من أهل مكّة ، أي : ولا تكونوا وأنتم تعرفونه مذكورا في التوراة موصوفا ، مثل من لم يعرفه وهو مشرك لا كتاب له.

وقيل : الضمير في «به» لـ «ما معكم» لأنّهم إذا كفروا بما يصدّقه فقد كفروا به.

و «أوّل» أفعل لا فعل له. وقيل : أصله أوأل من : وأل ، أو أأول من : آل فقلبت همزته واوا وأدغمت.

(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) ولا تستبدلوا بالإيمان بها حظوظ الدنيا ، فإنّها وإن جلّت قليلة بالإضافة إلى ما يفوت عنكم من حظوظ الآخرة بترك الإيمان.

روي عن أبي جعفر عليه‌السلام وغيره في هذه الآية أنّه قال : «كان حييّ بن أخطب وكعب بن الأشرف ونظائرهما من اليهود لهم رئاسة في قومهم ورسوم وهدايا منهم ومأكلة على اليهود في كلّ سنة ، فكرهوا بطلانها بأمر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أي : فخافوا عليها لو اتّبعوا رسول الله ـ فاختاروها عليه ، فحرّفوا لذلك آيات من التوراة فيها صفته وذكره ، فذلك هو الثمن الّذي أريد في الآية.

فالمعنى : لا تستبدلوا بما في التوراة من بيان صفة محمّد ونعته ثمنا قليلا ، أي : عرضا يسيرا من الدنيا. وقيل : كانوا يأخذون الرّشا فيحرّفون الحقّ ويكتمونه.


[١] البقرة : ٨٩.

[٢] جواب لـ : ولمّا كان ، في أوّل العبارة.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست