responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 126

السجود ولعن وطرد بقي آدم وحده فاستوحش ، إذ ليس معه من يسكن ، فخلقت حوّاء ليسكن إليها.

وروي أنّ الله تعالى ألقى على آدم النوم وأخذ منه ضلعا ، فخلق منه حوّاء ، فاستيقظ آدم فإذا عند رأسه امرأة فقال : من أنت؟ قالت : امرأة ، قال : لم خلقت؟ قالت : خلقت لتسكن إليّ ، فقالت الملائكة : ما اسمها يا آدم؟ قال : حوّاء ، قالوا : لم سمّيت حوّاء؟ قال : لأنّها خلقت من حيّ. وقيل : خلقت قبل أن يسكن آدم الجنّة ، ثمّ ادخلا معا في الجنّة.

وفي كتاب النبوّة : أنّ الله تعالى خلق آدم من الطين ، وخلق حوّاء من آدم ، فهمّة الرجال الماء والطين ، وهمّة النساء الرجال.

ومعنى الآية : اتّخذ يا آدم أنت وامرأتك الجنّة مسكنا ومأوى (وَكُلا مِنْها) أي : من ثمرات الجنّة وطعومها (رَغَداً) كثيرا واسعا رافها لا عناء فيه ، فإنّ الرغد بمعنى سعة العيش ، وهو صفة مصدر محذوف ، أي : رزقا واسعا (حَيْثُ شِئْتُما) أيّ مكان من بقاع الجنّة شئتما. وسّع الأمر عليهما إزاحة للعلّة والعذر في التناول من الشجرة المنهيّ عنها من بين أشجارها.

واعلم أنّ هذا الأمر للإباحة بالاتّفاق ، وأمّا قوله : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) للتعبّد [١] ، أي : لا تقرباها بالأكل لا مجرّد الدنوّ منها. ويدلّ عليه أنّ المخالفة وقعت بالأكل بلا خلاف لا بالدنوّ منها ، ولذلك قال : (فَأَكَلا مِنْها) [٢] وهو نهي تنزيه ، وكانا بالتناول منها تاركين نفلا وفضلا.

(فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ) مجزوم عطف على «تقربا» ، أو منصوب جواب للنهي أي : الباخسين الثواب لأنفسكما بترك هذا المندوب إليه. وفي الآية مبالغة في


[١] كذا في الخطّية ، ولعلّ الصحيح : فللتعبّد.

[٢] طه : ١٢١.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست