responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 123

بالتخضّع للمفضول والتوسّل به ، كما أشعر به قوله : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) [١] جوابا لقوله : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) [٢] واستخفافه بنبيّ الله لا بترك الواجب وحده.

و «إبليس» اسم أعجميّ. واختلف فيه هل كان من الملائكة أم لا؟ فذهب قوم إلى أنّه كان منهم ، وهو المرويّ عن ابن عبّاس وابن مسعود وقتادة. وقال الشيخ المفيد رحمه‌الله : إنّه كان من الجنّ خاصّة ، ولم يكن من الملائكة. وقد جاءت الأخبار بذلك متواترة عن أئمّة الهدى عليهم‌السلام وهو مذهب الإماميّة والحسن البصري وعليّ بن عيسى الرمّاني والبلخي وغيره. واحتجّوا على صحّة هذا القول بأشياء :

أحدها : قوله تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) [٣]. ومن أطلق لفظ الجنّ لم يجز أن يعني به إلّا الجنس المعروف ، وكلّ ما في القرآن من ذكر الجنّ مع الإنس يدلّ عليه.

وثانيها : قوله تعالى : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) [٤] فنفى المعصية عنهم [٥] نفيا عامّا.

وثالثها : أنّ إبليس له نسل وذرّيّة ، قال الله تعالى : (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ) [٦]. وقال الحسن : إبليس أب الجنّ كما أنّ آدم أب الإنس ، وإبليس مخلوق من النار ، والملائكة روحانيّون خلقوا من الريح في قول بعض ،


[١] الأعراف : ١٢.

[٢] ص : ٧٥.

[٣] الكهف : ٥٠.

[٤] التحريم : ٦.

[٥] أي : عن الملائكة المذكورين في صدر الآية.

[٦] الكهف : ٥٠.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست