responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 107

الحياة عند تقضّي آجالكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) بالنشور يوم نفخ الصّور ، أو للسؤال في القبر (ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) بعد الحشر فيجازيكم بأعمالكم.

وقرأ يعقوب : «ترجعون» في جميع القرآن بصيغة المجهول [١] ، أي : تنشرون إليه من قبوركم للحساب ، فما أعجب كفركم مع علمكم بحالكم هذه.

وسمّي الحشر رجوعا إلى الله لأنّه رجوع إلى حيث لا يكون أحد يتولّى الحكم فيه غير الله ، كما تقول : رجع أمر القوم إلى الأمير ، ولا يراد به الرجوع من مكان إلى مكان ، وإنّما يراد به أنّ النظر صار له خاصّة دون غيره.

واعلم أنّ الواو في قوله : (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً) للحال كما فسّرناه. وترك لفظة «قد» فيه ، مع أنّه لا يقال : جئت وقام الأمير ، بل : وقد قام ، لأنّ الواو لم تدخل على (كُنْتُمْ أَمْواتاً) وحده ، بل على جملة قوله : (كُنْتُمْ أَمْواتاً) إلى قوله :

(تُرْجَعُونَ). والمعنى : كيف تكفرون بالله وقصّتكم أنّكم كنتم أمواتا نطفا في أصلاب آبائكم ، فجعلكم أحياء ، ثمّ يميتكم بعد هذه الحياة ، ثم يحييكم بعد الموت ، ثم يحاسبكم.

ولمّا كان الحاضر الّذي وقع حالا هو العلم بالقصّة كأنّه قيل : كيف تكفرون وأنتم عالمون بهذه القصّة بأوّلها وآخرها. فلا يرد عليه : أنّ بعض القصّة ماض وبعضه مستقبل ، والماضي والمستقبل كلاهما لا يصحّ أن يقع حالا حتى يكون فعلا حاضرا وقت وجود ما هو حال عنه.

ولمّا كان معنى الاستفهام في «كيف» الإنكار ، وإنكار الحال متضمّنا لإنكار الذات على سبيل الكناية ، كأنّه قيل : ما أعجب كفركم مع علمكم بحالكم هذه! كما


[١] هذا سهو من قلمه الشريف «قده» ، والصحيح : بصيغة المعلوم ، والقراءة المتّبعة في المصاحف بصيغة المجهول ، فتكون القراءة المخالفة إذن بالمعلوم. والمفسّرون أيضا صرّحوا بأن يعقوب قرأها بفتح التاء ، انظر مجمع البيان (١ : ٧٠) ، أنوار التنزيل (١ : ١٣١)

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست