responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 104

والثاني : الانهماك ، وهو أن يعتاد ارتكابها غير مبال بها.

والثالث : الجحود ، وهو أن يرتكبها مستصوبا إيّاها. فإذا شارف هذا المقام وتخطّى خططه خلع ربقة الإيمان من عنقه ، ولا بس الكفر. وما دام هو في درجة التغابي والانهماك فلا يسلب عنه اسم المؤمن ، لاتّصافه بالتصديق الذي هو مسمى الإيمان ، ولقوله تعالى : (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) [١]. والمعنيّ بالآية هو الثالث.

(الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٢٧))

ثمّ وصف الفاسقين بالذمّ وقرّر الفسق فقال : (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ). النقض فسخ تركيب الشيء ، وأصله في طاقات الحبل ، واستعماله في إبطال العهد ، من حيث إنّ العهد يستعار له الحبل ، لما فيه من ربط أحد المتعاهدين بالآخر. والعهد : الموثّق ، ووضعه لما من شأنه أن يتعهّد ويراعى كالوصيّة واليمين.

وهذا العهد إمّا العهد المأخوذ ما [٢] ركز في العقول من الحجّة القائمة على عباده ، الدالّة على توحيده ووجوب وجوده وصدق رسوله. وقوله : (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ) [٣] على هذا المعنى. أو المأخوذ بالرسل على الأمم بأنّهم إذا بعث إليهم رسول مصدّق بالمعجزات صدّقوه واتّبعوه ، ولم يكتموا أمره ولم يخالفوا حكمه ، وأشار إليه بقوله : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ) [٤] ونظائره.


[١] الحجرات : ٩.

[٢] كذا في الخطّية ، ولعلّ الصحيح : بما.

[٣] الأعراف : ١٧٢.

[٤] آل عمران : ١٨٧.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست