responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 103

وقال :

إنّ الكرام كثير في البلاد وإن

قلّوا كما غيرهم قلّ وإن كثروا

وإسناد الإضلال إلى الله سبحانه إسناد الفعل إلى السبب ، لأنّه لمّا ضرب المثل فضلّ به قوم واهتدى به قوم ، تسبّب لضلالهم وهداهم.

(وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) أي : الخارجين عن حدّ الإيمان. والمراد بالإضلال التخلية ، فإنّ الله سبحانه لمّا علم أنّ الكفّار لإصرارهم ورسوخهم في الكفر وعنادهم وجحودهم واستكبارهم لا ينجع فيهم اللطف والتوفيق ، فيخلّيهم في الضلالة ، ويمنع منهم الألطاف الهادية. أو المراد حكمه بضلالتهم. ولا يجوز أن يكون إسناد الإضلال إلى الله على الحقيقة ، لقبحه واستلزامه الظلم ، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا. وأيّ عاقل يعتقد أن يضاف إلى الله تعالى الإضلال الّذي أضافه إلى الشيطان وإلى فرعون والسّامريّ بقوله : (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيراً) [١] وقوله : (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَما هَدى) [٢] وقوله : (وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ) [٣].

وأصل الفسق الخروج عن القصد ، وفي الشرع الخروج عن طاعة الله.

وقال الفرّاء [٤] : إنّ قوله : (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) حكاية عمّن قال : ماذا أراد الله بهذا مثلا يضلّ به قوم ويهتدي به قوم ، ثمّ قال سبحانه : (وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) فبيّن تعالى أنّه لا يضلّ إلّا ضالّا فاسقا راسخا في الكفر. وعلى التفسير الأوّل كلامه تعالى ابتداء. وكلاهما حسن.

واعلم أن للفسق درجات ثلاث :

الاولى : التغابي ، وهو أن يرتكب المعصية أحيانا مستقبحا إيّاها.


[١] يس : ٦٢.

[٢] طه : ٧٩ و ٨٥.

[٣] طه : ٧٩ و ٨٥.

[٤] معاني القرآن ١ : ٢٣.

نام کتاب : زبدة التّفاسير نویسنده : الشريف الكاشاني، فتح الله    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست