و انكر بعضهم قتله و قالوا: مات و رفعه اللّه إليه و أنه يرده عند
قيامه فسموا هؤلاء جميعا (الواقفة [1]) لوقوفهم
على موسى بن جعفر أنه الامام القائم [2]و
لم يأتموا بعده بامام و لم يتجاوزوه إلى غيره و قد قال بعضهم ممن ذكر أنه حي أن
(الرضا) عليه السلام و من قام بعده ليسوا بأئمة و لكنهم خلفاؤه واحدا بعد واحد إلى
أوان خروجه و أن على الناس القبول منهم و الانتهاء إلى امرهم، و قد لقب الواقفة
بعض مخالفيها ممن قال بامامة علي بن موسى (الممطورة) و غلب عليها هذا الاسم و شاع
لها، و كان سبب ذلك أن (علي بن اسماعيل الميثمي) و (يونس بن عبد الرحمن [3]) ناظرا بعضهم فقال له (علي بن اسماعيل) و قد اشتد الكلام بينهم ما
أنتم إلا كلاب ممطورة
[2] كان بدء الواقفة أنه كان اجتمع
ثلاثون الف دينار عند الأشاعثة زكاة اموالهم و ما كان يجب عليهم فيها فحملوها إلى
وكيلين لموسى بن جعفر عليه السلام بالكوفة احدهما حيان السراج و آخر كان معه و كان
موسى عليه السلام في الحبس فاتخذا بذلك دورا و عقارا و اشتريا الغلات فلما مات
موسى عليه السلام و انتهى الخبر إليهما انكرا موته و اذاعا في الشيعة أنه لا يموت
لأنه القائم فاعتمدت عليهما طائفة من الشيعة و انتشر قولهما في الناس حتى كان عند
موتهما أوصياء بدفع المال إلى ورثة موسى عليه السلام و استبان للشيعة أنهما إنما
قالا ذلك حرصا على المال، انظر رجال الكشي ص 286
[3] انظر ترجمة علي بن اسماعيل الميثمي و
يونس بن عبد الرحمن المتوفي سنة 208 في فهرست الشيخ الطوسي و رجاله و الخلاصة
للعلامة و رجال الكشي و النجاشي و فهرست ابن النديم و غيرها