نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 3 صفحه : 53
وفي آخر عمره
وصل إلى عالم الغيب ، وأدركته الجذبة ، واتصلت به أنوارها فلم يعد يدرك نفسه بل
غاب عنها مدة ، وتجرع شربة العشق ، فلم تسغها حوصلته فأفشى الأسرار الواجبة الكتم
، وأظهرها ... ذلك ما دعا أن يقول :
وهذا البيت من
أبيات كانت قد دعت إلى قتله ... ويصطلح على هذا عند المشايخ ب (قرب الفرائض) ، وهو
المقام الذي ينسى المرء فيه نفسه ، ويرى بعين معشوقه وتمثل في الخارج بقطرة تصل إلى
البحر فتضمحل فيه ... ومن نظر إلى ظاهر ذلك رآه كفرا ولكن أرباب السرائر يعدونه
إيمانا كاملا ، وأهل الظاهر يسمونه كفرا أو (مقام الكفر) أو القريب منه.
فإذا كانت هذه
الجذبة كاذبة ـ والعياذ بالله ـ ولم يكن قد وصل المرء إليها ، بل قلد فيها ،
وقالها بلا تحقيق فهو كافر ...