ومن ثم أفتى
أئمة العرب بقتله لمخالفة كلامه للشرع الشريف ... وسلخوا جلده ، وكانوا قد نظروا
إلى ظاهر كلامه فطبقوا عليه أحكام الشريعة ... وكان مطمح نظرهم ظواهره ، فلم
يلتفتوا إلى السرائر ...! ومن أراد الاطلاع على أسرار سلوك هذا الرجل فلينظر إلى
ما دونه في مقطوعاته الشعرية ، ورباعياته ، ولينعم فيها البصر ، ليقف على معارفه
وعوارفه ، وحقيقة سلوكه ، وإلا فالمرء إذا كان بعيدا عن حقيقة ذلك فمن الملحوظ أنه
يحمل صوابه على الخطأ ، ويقع الناس في ثلبه وقدحه ، وتوجه عليه اللائمة ويرمى بسوء
الظن ... وعلى كل حال إن الظاهر دليل الباطن ، واللسان ترجمان القلب» ا ه.
وهذه الترجمة
كتبت باللغة التركية نقلتها من مجموعة مخطوطة عندي ، مملوءة بأنواع الغلو ، له
ولأمثاله ، وهناك جملة أشعار فارسية. وأوسع ترجمة رأيناها له في (عثمانلي مؤلفلري)
، وسماه السيد عمر عماد الدين المعروف بنسيمي ، ونقل عن عاشق چلبي أنه تركي من آمد
، قال وكان من العشاق ، وآثاره الشعرية التركية لها قيمتها الأدبية ، فإنه قد كسا
اللغة التركية ثوبا قشيبا ... وديوانه فيها مطبوع ، وله ديوان فارسي (عندي نسخ
خطية منه) ، والنسخة الخطية الكاملة في المكتبة العامة ببايزيد في استانبول. ومن
ديوانه نسخة بخط سلطان أحمد الهروي نفيسة
[١] يقول : اضطرب
البحر المحيط ، فارتبك الكون والمكان ، وظهر السر الأزلي ، وكم يداري العارف ...
صار ما بين السماء والأرض هو الحق ، وقال الدف والمعزف والمزمار أنا الحق.
نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 3 صفحه : 54