نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 3 صفحه : 51
الحالة لا يسعنا أن نعد اطراء مثل هؤلاء دعوة جديدة ، ولا طريقة مبتكرة في
التوجيه إلى هذه النحلة ، ولكن ذلك قلة معرفة ، والتتبع العميق يؤدي بنا حتما إلى
أن رجال هذه الدعوة غلاة ، وأنهم لا تزال عقائدهم مبثوثة بين ظهرانينا ...
ولا يعنينا أن
يعتقد المرء ما شاء ، ولكن الذي نلاحظه من شؤون هؤلاء أن ندون الصحيح من تاريخ
العقيدة ، وأن نعلم ما تكتموا به ، فلا تهمل الوجهة التاريخية ، وأثرها ...
ونسيمي لا يشق
له غبار في الآداب التركية والفارسية ، تداولت الألسن ديوانه ومقطوعات شعره ،
وغالب العجم والترك من أهل نحلته القائلين بالحروفية يحفظون له الكثير والحق هو
شاعر فحل ... ، أعلن ما لم يستطع أن يبوح به غيره ، فأبدى شجاعة أدبية لما وهب من
شعر ...
رأينا فضل الله
قد خذل ، وكادت طريقته تموت لو لا أن تداركها نسيمي بنظمه وشعره الرقيق ، فجددها
وأحياها ... جعل الفارسية والتركية واسطتي تبليغه فمال إليه المتصوفة ... وما زال
يذيع آراءه حتى عادت خطرا ، صار يخشى منها أن تحدث اضطرابا وثورة ، أو انقلابا في
العقائد بحيث يصبح الإسلام لا علاقة له بأصله ، ولا بتعاليم مشرعه ... وتلخص نحلة
هؤلاء بعبادة الأشخاص بل ترجع إلى ما هو أوسع كالاعتقاد بأن المادة هي الأول
والآخر ... فاستكبر القوم عمله ، وصار لا يطاق تبليغ فكرته والشعر أعلق بالذهن ،
فكان أشد وقعا ... ولم يكن الناس في عقلية واحدة من خداع الكثيرين مما جلب النقمة
عليه ...
نقرأ الشعر
البليغ ، فنطرب له وإن كان خلاف ما نحن عليه من سلوك ... وهذا أمر وقتي ، ورغبة
آنية ، أو لذة في الأسلوب ، كما ترتاح للغزل ، أو الهزل ، أو وصف الخمرة ولا تلبث
أن تزول ذكرى ذلك ...
نام کتاب : موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين نویسنده : العزاوي، عباس جلد : 3 صفحه : 51