وأورد بعض
غزلياته ورباعياته ... وفيها الغالية ، فلم يبال بها وينتصر له ، فكأنه لا يفهم
معناها ... وهكذا ترجم أستاذه فضل الله ، وعده عارفا محققا وكشافا للمعضلات ...
نعت نسيمي ب (البغدادي)
في غالب المؤلفات ، ومنهم من قال نسيم قرية ببغداد نسب إليها وليس بصواب والمعروف
أنه لازم فضل لله الحروفي ببغداد ...
والمتصوفة
الغلاة يعدونه من أساطينهم ، والمسلمون يقولون بغلوه ... وسبب قتله مجاهرته بما
يخالف النصوص القطعية ... والرأي العام كان قد تهيج على أمثال هؤلاء ، فلا يكتفي
منهم بغير القتل ...
اعتمدوا في
تقوية نحلتهم على الباطنية وهم منهم ليخرجوا بالإسلام عن مزاياه التبليغية ،
وفككوا نظمه ، واعتبروه حروفا للقضاء على المقصود من معانيه بهذه البدعة وقد سبق
أن تكلمت على ذلك ... [٢] فطاردهم المسلمون ، وحكموا بكفرهم ...
وهؤلاء توغلوا
، فأذاعوا نحلتهم من طريق التصوف ، وتزيوا بأزياء مختلفة للتعمية ، وهم من أصحاب (وحدة
الوجود) ، و (الاتحاد) ، و (الحلول) ، و (التناسخ) ... أو قل عقيدتهم (عبادة أشخاص)
، والبكتاشية من أكبر المعتنقين لمقالة الحروفية ، وكانوا أيام بكتاش ولي لا
يعرفونها ، وإنما أدخلها علي الأعلى من تلامذة فضل الله الحروفي.
رأينا في الكتب
المعاصرة إطراء زائدا لأرباب هذه النحلة ، وفيها النقل عينا من رياض العارفين
لترجمة نسيمي وفضل الله ، وفي هذه
[١] راجع ص ٢٣٥ وص
١٥٦ من رياض العارفين ، وفي الوفاة نظر.