responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 572

المطابقة غير البرهانية ينبغي أن يحكم لها بالسعادة. و ذوات العقائد غير المطابقة ذوات الجهل المركّب و هؤلاء أصحاب الشقاوة العظيمة؛ لأنّهم مشتاقون إلى المعارف و هي غير حاصلة لهم، و ليسوا مشغولين عنها، و هذا الألم أقوى من الآلام الجسمانية؛ لما مرّ من أنّ نسبة الألم إلى الألم كنسبة الإدراك إلى الإدراك [1].

سؤال: هؤلاء كانوا جازمين بحصول العلم لهم مع أنّه ليس كذلك فبعد مفارقة الأبدان إن استمرّوا على ذلك الجزم، لم يحصل الألم؛ لأنّهم غير حاكمين بفقدان كمالهم كما كانوا قبل المفارقة. و إن لم يستمرّ الجزم بحصول العلم لهم، كان للمفارقة أثر مّا في استحصال عقائد فلم لا يحصل لهم العلم بعد المفارقة و تحصل لهم السعادة [2]؟

أجاب عن هذا بعض المحقّقين: بأنّ النفوس الكاملة تتمثّل صور المعقولات فيها على ما ينبغي فتلتذّ بعد المفارقة بمشاهدة ما اكتسبته و وجدان ما أدركته فكأنّها قد كانت ذوات إدراك فصارت مع ذلك ذوات نيل.

و أمّا التي تمثّل أضداد الكمال فيها و اعتقدت فيها الكمال، وجب لها الوصول إلى مدركاتها؛ فإنّها بعد الموت تفقد ما وجب الوصول إليه فتصير معذّبة بفقدان ما رجته لا بزوال الجزم عنها.

و في هذا الجواب نظر؛ فإنّها بعد المفارقة لمّا حصل لها اعتقاد ببطلان ما اعتقدته أوّلا، و أنّها لم تصل إلى الكمال، جاز أن يحصل لها اعتقاد بالكمالات على ما هي عليه.

و الخالية عن الاعتقادات فإنّها عند قوم لا تبقى؛ لأنّه لا موجب لسعادتها و شقاوتها فلا تحصلان لها فتكون معطّلة، و لا تعطّل في الطبيعة.

و ذهب آخرون إلى أنّها تبقى و لكن لا تخلو عن الإدراك، و إلاّ لتعطّلت، فهي إذن تدرك بالالآت الجسمانية فيجب أن تتعلّق بأجسام أخر و لا تصير مبادئ صورة لها، و إلاّ لزم التناسخ فلا يجوز أن تكون تلك الأبدان أبدان شيء من الحيوانات، بل يجوز أن تكون متولّدة من الأجزاء الهوائية و الدخانية، أو تكون بعض الأجرام السماوية من غير


[1] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»3:350.

[2] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»3:353.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست