نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 562
الحكماء أنّ النفس لها قوّة أن تدرك و إلاّ لاستحال فيها ذلك و هي في ابتداء فطرتها غير مدركة، و يقوى استعدادها للإدراك بسبب الحواسّ الموهوبة لها حتى تقتنص بها الكلّيّات المجرّدة و توقع المناسبات بينها، فإذا استعدّت للأمور المعقولة أفيضت عليها من واهب الصور.
و أمّا العلوم الكسبية فقد أسندها قوم إلى الله تعالى كما أسندوا العلوم البديهية إليه [1].
و الحكماء قالوا: إنّ النفس كما استعدّت بالمشاعر لإدراك العلوم البديهيّة فكذلك تستعدّ بالعلوم البديهية لإدراك العلوم الكسبية؛ فانّ تصوّر الحدّ و التصديق بالمقدّمتين سببان معدّان لحصول الشعور بالمحدود و النتيجة [3].
المبحث الثاني: في كيفية علم واجب الوجود
إنّا قد بيّنّا [4]أنّ العلم يطلقونه على حصول صورة المعلوم للعالم.
و قد قيل: إنّه كذلك في حقّ واجب الوجود [5]. و هو محال:
أمّا أوّلا: فلاشتماله على الكثرة الحاصلة له بسبب الصور.
و أمّا ثانيا: فلاشتماله على القبول و الفعل و هو يناقض مذهبهم.
و أمّا ثالثا: فلاتّصافه بصفات كثيرة غير سلبية و لا إضافية، و هؤلاء قد حظروه [6].
و أمّا رابعا: فلاشتماله على كونه تعالى محلاّ لآثاره المتكثّرة، و على أنّ معلوله الأوّل غير مباين لذاته بل إنّما يوجد الأشياء بتوسّط الأمور الحالّة فيه.
و كلّ هذه الأمور تناقض آراءهم.
[1] . انظر: «كشف المراد» :177 و «الباقلاني و آراؤه الكلاميّة» :257 و 260.