نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 553
و أيضا قد يعقل شيئان شيئا واحدا فهل اتّحدا معه أو أحدهما؟ و الثاني باطل؛ لعدم الأولوية.
و الأوّل يلزم منه اتّحاد الذوات العاقلة.
[112]سرّ
ذهب آخرون إلى أنّ تعقّل النفس الناطقة إنّما يكون باتّحادها بالعقل الفعّال.
و هذا باطل؛ للدليل العامّ المذكور في إبطال الاتّحاد. و لأنّ العقل الفعّال إذا اتّحد بالنفس وجب أن تكون النفس عاقلة لما هو عاقل له أو يلزم أنفسا حتّى يتّحد بعض العاقل لما تعقله النفس دون الآخر.
[113]سرّ
المشهور عند الجمهور أنّ التعقّل إنّما يكون بحصول صورة المعقول إذا كان مغايرا [1]له.
و هذا حقّ في غير واجب الوجود.
و احتجّوا عليه بأنّ المعلوم إمّا أن يكون ثابتا أولا. و الثاني باطل؛ لأنّه قد يحكم عليها بالأحكام الثبوتية. و الأوّل إمّا أن يكون في الخارج أولا. و الأوّل باطل؛ لأنّا قد نتصوّر ما لا ثبوت له في الخارج. و الثاني هو المطلوب [2].
و قد أورد على هذه الحجّة أنواع من الإيرادات:
منها: أنّ هذه الصورة إن طابقت الخارج، فلا بدّ من أمر في الخارج، فجاز أن يكون التعقّل هو الإضافة الواقعة بين العاقل و المعقول من غير احتياج إلى صورة ذهنية. و إن لم تطابق، كان جهلا [3].
أجاب عن هذا بعض المحقّقين: بأنّ الجهل إنّما يكون باعتبار كون الصورة الذهنية المحكوم عليها بالمطابقة للخارج غير مطابقة للخارج، و العلم باعتبار كونها مطابقة.
1 و 2) . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:308؛ «المباحث المشرقيّة»1:439.