نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 533
و ضبط القول، المحتاج إليه ها هنا أن نقول: العالم إمّا أن يكون واجب الوجود لذاته، و إمّا أن يكون ممكن الوجود.
و الأوّل: مذهب بعض القدماء على ما نقل الشيخ عنهم [1].
و الثاني: إمّا أن يكون قديما بجميع أجزائه من الذوات و الأعراض. و هو باطل بالضرورة.
و إمّا أن يكون قديما باعتبار الذوات، حادثا باعتبار الأعراض و الصور المتجدّدة، و هو مذهب الجمهور من الحكماء [2].
و إمّا أن يكون حادثا بجميع أجزائه من الذوات و الأعراض، و هو الحقّ.
و اعلم أنّ المذهب الأوّل قد بيّنّا بطلانه؛ لمّا بيّنّا [3]أنّ واجب الوجود يستحيل عليه الانقسام و الكثرة. فننقل الكلام إلى المذهبين الباقيين، نحقّق الحقّ فيهما.
فنقول: احتجّ القائلون بالقدم بأوجه:
أحدها: المؤثّر في العالم إن كان قديما، لزم القدم، و إلاّ لكان التجدّد في وقت دون آخر إن كان لمرجّح متجدّد، فالمرجّح التامّ غير أزليّ. و هو ينافي التقدير. و إن كان لا لمرجّح، فقد حصل الترجيح من غير مرجّح و إن كان حادثا، لزم التسلسل.
و ثانيها: إنّ الحادث قبل حدوثه يكون مسبوقا بالمادّة؛ لما بيّنّا [4]؛ و المادّة لا بدّ لها من صورة، و مجموعهما الجسم؛ فالجسم قديم.
و ثالثها: إنّ الحادث قبل حدوثه مسبوق بقبلية زمانية؛ فإنّ عدمه لا يقارن وجوده، و أقسام القبلية غير آتية ها هنا سوى الزمانية، فالزمان إن كان حادثا سبقه الزمان. هذا خلف، فالزمان من لواحق الحركة، و الحركة من لواحق الجسم [5].
و الجواب عن الأوّل: أنّ هذا الكلام حقّ في المؤثّر الموجب الذي لا يفعل بإرادة
[1] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»3:127؛ «المطالب العالية»5:19.
[2] . «تلخيص المحصّل» :190، و انظر «الباقلاني و آراؤه الكلاميّة» :352.