نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 530
فكلّما كان الإدراك أتمّ و المدرك أكمل، كانت اللذّة أقوى، و لا إدراك فوق إدراك واجب الوجود، و لا كمال أعلى من كماله، فلا لذّة أقوى من لذّته [1].
و نحن نطالبهم بالبرهان على أنّ إدراك الكمال يوجب اللذّة، فإن عوّلوا فيه على الاستقراء منعنا من إفادته اليقين.
[99]سرّ
قالوا: قد ثبت أنّ الله تعالى فاعل، و أنّه مدرك؛ فهو حيّ؛ إذ الحيّ معناه الدرّاك الفعّال، و ليست الحياة معنى ينضمّ إليه كانضمامها إلى الجسم الإنساني الصائر بها الإنسان حيّا متخصّصا بها من دون الأجسام الجماديّة؛ فإنّ واجب الوجود فاعل لذاته، و إدراكه عبارة عن تجرّده عن المادّة و علائقها، فهو حيّ لذاته و إنّيّته هي حياته؛ فإنّ إنّيّته هي كونه بحيث تصدر عنه أفعال الحياة [2].
[100]سرّ
«الحقّ» يعنى به حقيقة الشيء، و يعنى به ما يكون الاعتقاد فيه صادقا، و مع صدقه يكون دائما، و مع دوامه يكون لذاته.
و واجب الوجود حقّ بكلا الاعتبارين؛ فإنّه محقّق كلّ حقيقة، و وجوب دوامه لذاته حاصل؛ فهو حقّ بل هو أحقّ من كلّ حقّ.
[101]سرّ
كلّ مجرّد فإنّه عاقل لذاته-لما برهن عليه عندهم، و قد سلف [3]. و بيّنّا ضعفه- و معقول لذاته، فهو عقل و عاقل و معقول. و هو وجود متحقّق ليس لطبيعة الإمكان عليه مدخل؛ فهو خير محض.
[1] . «تلخيص المحصّل» :266، و قارن كلام المصنّف في «كشف المراد» :229.