نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 519
المقالة الخامسة في إثبات واجب الوجود، و الكلام في صفاته و آثاره و فيها أبحاث:
البحث الأوّل: في إثباته
إنّا قد بيّنا انتهاء العلل و المعلولات فيما سلف. فنقول الآن: ها هنا موجود بالضرورة، فإن كان واجبا، فهو المطلوب، و إن كان ممكنا، استند إلى مؤثّر بالضرورة، فمؤثّره إن كان واجبا، فهو المطلوب، و إن كان ممكنا، لزم التسلسل أو الانتهاء إلى الواجب، و الأوّل باطل، فالثاني حقّ. و هذه الطريقة متينة قويّة.
و قد يستدلّ الطبيعيّون بطريقة أخرى، مختصّة بهم، و هو أنّهم يقولون: إنّ الأفلاك لا تتحرّك لذواتها؛ لما مرّ [1]من أنّ الشيء يستحيل أن يحرّك ذاته، و ليست مقسورة، و لا متحرّكة بالطبيعة؛ فهي إذن نفسانية، فلا بدّ لها من غاية، و ليست غايتها السوافل و العوالي الجسمانية.
فهي إذن غير جسمانية فإن كانت ممكنة، لزم التسلسل، و إلاّ فهي واجبة [2].