نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 505
و أنّ [1]الإنسانية معنى واحد موجود يشترط فيه الأشخاص و يبقى مع بطلانها و هو واحد [2].
و ذهب آخرون إلى أنّ هذه الصور لا تكون مفارقة بل المفارق هو مبادئ الصور و هي الأمور التعليمية التي تفارق بالحدود التي لا تفارق بالحدود، فهي التي لا تفارق الذات و هي الصورة الطبيعية و هي تتولّد من مقارنة الصور التعليمية للمادّة كالتقعير [3]فإنّه معنى تعليميّ فإذا قارن المادّة صار فطوسة، و صار صورة طبيعية فالتقعير [4]من حيث هو، مفارق، و من حيث هو طبيعي، مقارن، و العقل إنّما يتناول التعليميات [5].
و سبب غلط هؤلاء القوم أنّهم أخذوا الشيء المجرّد بمعنى أنّه لم يقترن به، و اعتبار غيره مجرّدا في الوجود عنه.
و بالجملة إذا نظر إلى الشيء المجرّد بمعنى أنّه لم يقترن به و اعتبار غيره مجرّدا في الوجود عنه.
و بالجملة إذا نظر إلى الشيء لا بشرط فقد نظر إليه بشرط لا، فظنّوا لهذا أنّ المعقولات الموجودة في العالم لمّا كان العقل ينالها من غير أن يتعرّض لما يقارنها أنّ [6]العقل ليس ينال إلاّ المفارقات منها.
و أيضا إذا قيل: إنّ الإنسانية معنى واحد يشترك فيه كثيرون، ظنّوا أنّ الواحد ها هنا يعنى الواحد العدديّ حتّى تكون الإنسانية معنى عدده واحد يوجد في كثيرين.
و أيضا إذا قيل: إنّ الأمور المادّية معلولة للمفارق، ظنّوا أنّ أيّ المفارقات كان فهو صالح للعلّية حتّى جعلوا التعليميّات مبادئ للطبيعيات.
و الحجّة في إفساد هذا الرأي أنّ المجرّد إن كان مماثلا للمقارن، وجب تساوي النسبة لهما إلى المادّة في الحاجة و الغنى. و إن كان مخالفا له في الطبيعة فتكون الطبيعة التي