نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 480
و قالت طائفة أخرى: إنّه واقع بالاشتراك اللفظي بين الجميع [1].
و هو خطأ؛ فإنّ التقدّم بالذات و العلّيّة اشتركا في معنى التقدّم؛ فإنّ في كلّ واحد منهما تقدّم ذات الشيء على ذات الآخر، و سواء كانت العلّة تامّة أو غير تامّة يجب أن يتقدّم ذاتها و وجودها على المعلول.
و قال بعضهم: إنّ «التقدّم» يقال على البعض بمعنى واحد [2]، و على الباقي بالاشتراك، أو بالتجوّز.
أمّا الذي يقع عليه بمعنى واحد فكما قلنا في التقدّم بالذات.
و أمّا الذي يقع عليه بالمجاز فكالتقدّم الزماني؛ فإنّ الشيئين إنّما يتقدّم أحدهما على الآخر بالزمان لأجل تقدّم زمان أحدهما على الآخر لا بحسب ذاتيهما، و جعل تقدّم بعض أجزاء الزمان على البعض تقدّما طبيعيا [3]؛ إذ المتقدّم [4]علّة للمتأخّر، فيرجع تقدّم الشيئين [5]بالزمان إلى التقدّم بالطبع، و يقال «التقدّم» لهما بالمجاز.
و كذلك التقدّم بالمرتبة الوضعية؛ فإنّ «بغداد» متقدّمة على «البصرة» لا بذاتيهما، و لا باعتبار حيّزيهما و مكانيهما، بل باعتبار القاصد من «خراسان» إلى «البصرة» ؛ فإنّه يقصد أوّلا «بغداد» و معنى قصده أوّلا أنّ زمان وصوله إليها قبل زمان وصوله إلى تلك، فيرجع هذا التقدّم إلى التقدّم الزماني.
و أمّا التقدّم بالشرف فإنّه لا يخلو عن تجوّز أو اشتراك؛ فإنّ صاحب الفضيلة معنى تقدّمه باعتبار تقدّمه في المناصب، فالفضيلة سبب لتقدّمه في المجالس و أطلق عليها لفظ «المتقدّم» إطلاق اسم المسبّب على السبب فتكون مجازا من هذه الجهة، و ترجع إلى التقدّم المكاني الذي يرجع إلى الزماني و إن لم يعتبر هذا المعنى في التقدّم الشرفي، فيكون إطلاقه عليه و على ما بالذات بالاشتراك.