قالوا: الوجوب متقدّم، و السلوب متأخّرة؛ لأنّها تعقل تبعا للثبوت.
قلنا: يكفي في تعقّلها الثبوت الذهني، فتكون متأخّرة عنه، و الوجوب متقدّم على الخارجي، بل الأولى دلالة هذه على كونه عدميّا؛ فإنّ الصفات الوجودية لا تكون متقدّمة.
[14]سرّ
«الإمكان» مقول بالاشتراك على معان ذكرناها في المنطق.
فمنها: العامّ و ليس بثبوتي؛ لأنّه يلزم التسلسل. و لأنّه محمول على العدمي.
و أمّا الإمكان الخاصّ فزعم الشيخ أنّه ثبوتي، قال: لأنّه إن كان معنى [3]معدوما، لم يكن الممكن ممكنا. و لأنّه نقيض الامتناع [4].
و هما ضعيفان.
و الحقّ أنّه أمر ذهني ليس له في الخارج تحقّق و إلاّ لكان [5]ممكنا؛ لأنّه صفة، فيتسلسل،
[1] . انظر: «المباحث المشرقيّة»1:208؛ «شرح المقاصد»1:473 و 476.