responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 387

و ثالثها: الوهم. و هو قوّة مرتّبة في التجويف الأوسط من الدماغ يحكم أحكاما جزئيّة، و يدرك في المحسوسات معاني غير محسوسة جزئية.

قالوا: و هي من حيث إنّها تدرك المعاني الجزئية كانت مغايرة للنفس، و من حيث إنّها تدرك ما ليس بمحسوس، لا تكون حسّا مشتركا و لا خيالا [1].

و لا يخفى ضعف هذا الكلام.

قالوا: و هذه القوّة هي الرئيسة الحاكمة في الحيوان حكما ليس فصلا كالحكم العقلي؛ بل حكما تخيّليّا مقرونا بالجزئية و بالصورة الحسّية، و عنه تصدر أكثر الأفعال الحيوانية [2].

و رابعها: المتخيّلة. و هي قوّة مرتّبة في الجزء الأوّل من التجويف الأوسط لها أن تركّب و تفصل بعض المعاني من بعض، و تركّب أيضا الصورة الحسّية مع المعاني و تفصّلها، و تسمّى عند استعمال العقل مفكّرة و عند استعمال الوهم متخيّلة.

قيل [3]على هذا: هذه القوّة إن كان لها إدراك، كان الشيء الواحد مدركا و متصرّفا معا، و إلاّ بطل القول بأنّ القاضي على الشيئين لا بدّ و أن يحضره المقضيّ عليهما. و لأنّ استخدام الوهم لها تصرّف فيها، فالوهم مدرك و متصرّف معا [4].

أجاب بعض المحقّقين [5]عن الأوّل: بأن هذه غير مدركة، و تصرّفها في شيئين يقتضي الحضور لا الإدراك.

و عن الثاني: أنّ الشيء الواحد يمكن أن يكون مدركا و متصرّفا من وجهين مختلفين أحدهما بحسب ذاته، و الآخر بحسب آلة أو كلاهما بحسب آلتين [6].

و قد اعترض على إثبات القوّة، فقيل: هذه القوّة إذا لم تكن مدركة كيف تركّب


[1] . «الشفاء» الطبيعيّات 2:162، كتاب النفس؛ «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:341 و 345، «شرح المقاصد» 3:292.

[2] . في هامش «ت» قوله: «هي الرئيسة» إلى قوله: «الأفعال الحيوانية» حكاية قول الشيخ في الشفاء. راجع «الشفاء» ، الطبيعيّات 2:165، كتاب النفس.

[3] . في هامش «ت» : قائله الفخر الرازي.

[4] . «المباحث المشرقيّة»2:345.

[5] . في هامش «ت» : أراد به الحكيم المحقّق الطوسي.

[6] . «الإشارات و التنبيهات مع الشرح»2:346.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست