نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 379
الملتقى فيحصل خيالان يحسب أنّهما شيئان.
و ثانيهما: أن يقع للروح الباصرة حركة و تموّج يتقدّم لأجلها عن موضع التقاطع، فيؤدّي الخطّان إليه خيالين.
و ثالثهما: أن يقع للروح تقدّم و تأخّر على سبيل السرعة حتّى تقع لها حركتان متضادّتان: حركة إلى الحسّ المشترك، و حركة عنه كأنّها إذا أدّت الصورة إلى الحسّ المشترك، رجع منها جزء يقبل ما تؤدّيه القوّة الباصرة و ذلك لسرعة الحركة كأنّه لمّا زال المقابل الأوّل من الروح عن مركزه لاضطراب حركته، و خلفه جزء آخر فقبل قبوله قبل أن تنمحي عن الأوّل، فيقع للروح التجزّي إلى جزء متقدّم و آخر متأخّر [1].
و قال أصحاب الشعاع: إنّه قد يحصل بين أيدينا جسمان بعد أحدهما عشرة أذرع و بعد الآخر ذراع، و لا يكون الأقرب مانعا عن رؤية الأبعد، فإذا جمعنا نظرنا إلى الأقرب، رأينا الأبعد شيئين، و بالعكس، و من المحال أن يبقى تركيب العصبتين في حالة واحدة، و أن لا يبقى.
و أيضا فالروح الدماغي لطيف يستحيل بقاؤه من غير تقدّم و تأخّر في أكثر الأمر، فكان يحصل الحول غالبا لأكثر الناس.
ثمّ إنّهم علّلوا هذا-على مذهبهم-بأنّ الشعاع الخارج من العين يكون على شكل مخروط قاعدته عند المرئيّ، و قوّة هذا الشعاع إنّما هي في سهمي المخروط، و هما يلتقيان عند المبصر. أمّا في حقّ الأحول فلا يجتمعان، فيدرك الشيء شيئين [2].
[64]سرّ
المرئيّات بالذات إنّما هو [3]: الضوء، و اللون، فها هنا ثلاثة مقاصد:
الأوّل: المرئيّات [4]إنّما هي: الضوء، و اللون، و الأطراف، و الحجم، و البعد