نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 376
و ليس مطلق القلع و القرع سببا لحدوث الصوت؛ بل إنّما يكون سببا له إذا حصل بعنف.
و في المشهور أنّ الإحساس السمعيّ يتوقّف على وصول الهواء الحامل له إلى الصماخ؛ لأنّ صوت المؤذّن يميل من جانب إلى آخر عند ميل الرياح إليه، و لأنّ البعيد يرى ضرب خشبة على أخرى قبل سماع الصوت.
و جماعة من المتأخّرين منعوا من ذلك؛ فإنّ الصوت قد يسمع من وراء الجدار مع استحالة بقائه على الشكل عند نفوذ الهواء الحامل له فيه [1].
و اعلم أنّ الصوت ثابت في الخارج؛ لأنّا إذا سمعناه أدركنا جهته، و لو كان الإدراك إنّما هو حال وصوله إلى الصماخ، لم تدرك جهته كالملموس.
و أمّا الصدى [2]فإنّه يحدث من تموّج يوجبه؛ فإنّ هذا التموّج إذا قاومه جسم- كجبل أو جدار-لزم أن يتموّج الهواء الحاصل من هذا الهواء، و انحدر إلى مكان الأوّل، فيحدث الصوت الذي هو الصدى.
و هو تابع لكلّ صوت، لكنّه قد لا يسمع؛ لانتشاره كما في الصحاري، أو لقرب زماني التموّجين، فيحسّ بهما كالصوت الواحد كما في الدور، و لهذا يسمع الصوت فيها ارفع ممّا يسمع في الصحراء.
و أمّا الحرف، فإنّه هيئة عارضة للصوت يتميّز بها عن صوت آخر مثله في الحدّة و الثقل تميّزا في المسموع.
و منه مصوّت و هي حروف المدّ و اللّين، و صوامت و هي ما عداها.
الخامسة: الإبصار، و للناس فيه ثلاثة مذاهب:
الأوّل: أنّ الإبصار إنّما يكون بخروج شعاع من العين على شكل مخروط زاويته عند البصر، و قاعدته عند سطح المبصر.
الثاني: أنّ الشعاع لا يخرج من العين لكن يكيّفه الهواء بكيفية، فيصير الهواء هو الآلة في الإبصار.
[1] . انظر «المباحث المشرقيّة»2:295-298؛ «شرح المواقف»5:262.
[2] . الصدى: ما يردّه الجبل أو غيره إلى المصوّت مثل صوته.
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 376