responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 374

المزاج، فلا بدّ من قوّة سارية فيه يدرك بها المنافي ليحترز عنه، فإذن كلّ من له هذه القوّة فإنّ له قوّة التحريك، فكلّ حسّاس متحرّك بالإرادة.

و ربما قيل: إنّ هذه القوّة ليست قوّة واحدة بل هي جنس لأربع قوى: الحاكمة بين الحارّ و البارد، و الحاكمة بين الرطب و اليابس، و الحاكمة بين الصلب و الليّن، و الحاكمة بين الأملس و الخشن [1].

و نحن ربّما نتوقّف في هذا.

و اعلم أنّ الحامل للقوّة اللمسية هو الواسطة، فهي خالية عن جميع الكيفيات حتّى تقع التأدية عليه، فالأقرب إلى الاعتدال أشدّ لمسا، و البسائط لا اعتدال فيها، فلا إمكان لحصول حاسّة لمس لها فلا حياة لها؛ و لأنّها إذا ردّت أجزاؤها إلى أصغر الأجزاء لا يقع لها إدراك بذلك البعض، فليس لأجزائها جامع إدراكيّ، فلا حياة لها.

على أنّ بعضهم جعل البسائط العنصريّة إحساسات؛ مستدلاّ بطلب بعضها ما يساويه في الطبع، كما يطلب الحيوان الملائم [2].

و هذا في غاية الضعف.

الثانية: الذوقية، و هو يتلو اللمس في الفائدة؛ فإنّ الحيوان لا بدّ له من قوّة يدرك بها النافع ليستجلبه لكنّ اللمس أقدم؛ فإنّ دفع الضرر سابق على جلب النفع.

و لا بدّ فيه من الملامسة و هي غير كافية؛ بل لا بدّ من متوسّط هو الرطوبة اللعابية العذبة و هي عديمة الطعم لتؤدّيه كما هو.

و قد يتركّب من الطعم و اللمس إدراك لا يبين تغايره للحسّ كالحرافة [3]؛ فإنّها تفرّق و تسخّن، و ينفعل عنها سطح الفم انفعالا لمسيّا، و لها أثر ذوقيّ، و لا يتميّز إدراكها.

الثالثة: الشمّ، و لا يحتاج إلى الملامسة من ذي الرائحة، و إلاّ لكان في زمان يسير يتحلّل من المسك و غيره من البخار ما ينتشر في بيت كبير بحيث يجده الشامّون في كلّ جزء من أجزاء البيت.


[1] . «المباحث المشرقيّة»2:292؛ «شرح المقاصد»3:270؛ و انظر كلام المصنّف في «كشف المراد» :147.

[2] . «المباحث المشرقيّة»2:292.

[3] . الحرافة: طعم يلذع اللسان بحرارته.

نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست