نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 373
فإنّ أجزاءه الأصلية قد جفّت، و تصلّبت فلا يقوى الغذاء على تفريقها، فلا يتحقّق النموّ؛ فإنّ النموّ إنّما يكون لنفوذ الأجزاء الغذائية في المنافذ المستجذبة مع تشبّهها بالأصل.
و يورد ها هنا سؤال و هو: أنّ النامي إمّا أن يبقى منه شيء ثابت أو لا.
فإن كان الأوّل، فالثابت إمّا صورة و هو محال؛ لاستحالة بقاء الصورة مع الانفصال.
و إمّا المادّة و هو محال؛ لأنّه إن كان الباقي كلّ المادّة، لزم بقاء البدن مدّة العمر، و هو محال، و إن كان بعضها، لزم ترجيح بعضها بالبقاء و البعض بالتغيّر من غير مرجّح، و هو محال.
و إن كان الثاني، لزم أن يكون البدن حادثا في كلّ وقت، و هو محال.
و أجيب عنه: بأنّ المتحلّل في أوّل الأمر إنّما هو اللطيف و أمّا الكثيف فإنّه لا يتحلّل، و يتحلّل القليل منه، و يبقى على الاستمرار ما يستحفظ القوى و الصور الواجبة [1].
و هذا لا يخلو من نظر.
و أمّا المولّدة فهي: التي تفصل جزءا من فضل الهضم الأخير للمغتذي، و تودعه قوّة من جنسه.
قالوا: و من شأنها تخليق المنيّ، و تطبيعه، و إفادة أجزائه هيئات تناسبها ممّا يصلح لمبدئيّة شخص آخر من نوعه [2].
و هذا ممّا يجزم ببطلانه؛ فإنّ القوى الطبيعية يستحيل أن تصدر عنها آثار مختلفة.
المبحث الرابع: في القوى الحيوانيّة
و هي قوّتان: قوّة إدراك، و قوّة تحريك.
و إدراك الحيوان قد يكون بحواسّ ظاهرة، و قد يكون بقوى باطنة.
و في المشهور أنّ الحواسّ الظاهرة خمس:
[الأولى]: القوّة اللمسية، و فائدتها إدراك المنافي من الملاقي الخارج؛ فإنّ الحيوان لمّا كان مركّبا من العناصر، كان بقاؤه على الصحّة ببقائها، فإذا استولى أحدها، فسد