اعلم أنّ من الأجسام ما يشاهد فيه صدور الحسّ و الحركة الإرادية و التغذّي و النموّ و التوليد، مع الاشتراك في الجسمية و لوازمها، فيجب أن تكون لها مبادئ مغايرة للجسميّة و للمادّة؛ فإنّ المادّة لكونها قابلة يستحيل عندهم أن تكون فاعلة. و لأنّها مشتركة في العنصريات.
و المبدأ لمثل هذه الأشياء يسمّى عندهم النفس. فالنفس اسم لهذا المبدإ من حيث إضافته إلى هذا الصادر لا من حيث جوهره [2].
و اعلم أنّ النفس من حيث تصدر عنها هذه الأمور تسمّى «قوّة» ، و من حيث إنّها إذا انضمّت إلى المادّة يحصل منهما حيوان أو نبات تسمّى «صورة» ، و من حيث إنّها مكمّلة لطبيعة الجنس الناقصة قبل الفصل تسمّى «كمالا» .
[1] . ذكروا للنفس تعاريف عدّة و متشابهة، و تعود هذه التعاريف إلى المذهب الأرسطي في تعريف النفس، فقد عرّفها بقوله: «النفس كمال أوّل لجسم طبيعيّ آليّ ذي حياة بالقوّة» . انظر: «موسوعة الفلسفة»1:116.
[2] . لمزيد الاطّلاع راجع «الشفاء» الطبيعيّات 2:5، كتاب النفس؛ «المباحث المشرقيّة»2:231 و ما بعدها.
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 362