نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 3
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه ذي الأزليّة و البقاء، و العزّة و الارتقاء، و القدرة و العلاء، المتطوّل بالإحسان، المتفضّل بالامتنان، العالم بالسرّ و الإعلان، واجب الوجود، و واهب وجود كلّ موجود، منه ابتدئ الوجود، و إليه الوجود يعود، الذي خلق الإنسان، و جعله أشرف من كلّ ذي تركيب، و أبدع في خلقه بالصنع اللطيف العجيب، و ميّزه بالعقل و العرفان، و خصّه بالنطق و البيان.
و الصلاة على سيّد المرسلين، محمّد المصطفى و على آله الطاهرين صلاة باقية إلى يوم الدين.
أمّا بعد فإنّ كمال الإنسان هو الاتّصاف بالعلوم العقليّة الكلّيّة، و العقائد الصحيحة اليقينيّة؛ فإنّه باعتبار هذه الصفة يمتاز عن غيره من الحيوانات، و يعلو عن المشابهة للجمادات و العجماوات.
و لا شكّ أنّ أكملها و أولاها هو العلم بمبدإ الأشياء و منتهاها-و هو واجب الوجود في ذاته-و ما يتبع ذلك من معرفة صفاته و كيفيّة تأثيراته.
أمّا أوّلا: فلشرف المعلوم الذي لا يضاهى.
و أمّا ثانيا: فللوقوف على ترتيب الموجودات، و معرفة حقائقها و أعراضها التي لا تتناهى.
و أمّا ثالثا: فلخلوصه عن الاعتقادات التقليديّة؛ بل إنّما حصلت [1]استنتاجا من البراهين القطعيّة، فكان من الواجب صرف العناية إلى تحصيل هذا المطلب، و تنقيح البحث
[1] . كذا في «م» و «ت» و الصحيح: «حصل» بقرينة «فلخلوصه» .
نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 3