نام کتاب : الأسرار الخفیة في العلوم العقلیة نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 295
القريبة منه، فهي تتعلّق بهما من حيث إنّهما متقابلان، فهي مقومة للحركة [1]و إن كانت ليست متقوّمة بذلك، فإنّ الضدّين عارضان للحركة لذاتها و إن كانا عارضين للأطراف [2].
سؤال: قد يجتمع «ما منه» و «ما إليه» في جسم، و لا شيء من الأضداد بمجتمع في جسم.
جواب: أخذ الكبرى مطلقة خطأ؛ فإنّ الأضداد قد تجتمع في جسم إذا لم يكن الجسم موضوعها الأوّل، أمّا إذا كان هو الموضوع الأوّل لأضداد، استحال اجتماعها فيه.
و موضوع البداية و النهاية هو الطرف فلا يجتمعان في طرف واحد بالفعل بالقياس إلى حركة واحدة مستقيمة [3].
و نحن نقول: جاز أن يكون للحركة شيء يقتضي التضادّ غير ما ذكرتم.
و قولكم: الحارّ يضادّ البارد مع اتّفاقهما في الصعود، لا يدلّ على مرامكم؛ فإنّ الحارّ و البارد يتضادّان بالعرض.
و الصواب أن يقال ها هنا: المتحرّك لا يكون إلاّ جوهرا، و الجوهر لا يتضادّ.
ثمّ لمنازع أن ينازعكم في تضادّ «ما منه» و «ما إليه» في الحركات الأينيّة.
ثمّ على تقدير التسليم نمنع تضادّ الحركات لأجل تضادّهما.
و قولكم: إنّ الحركات تتعلّق ب «ما منه» و «ما إليه» ، إن أردتم بالتعلّق التعلّق الخارجيّ للخارجيّ، فهو غير مفيد لكم، و لا يقتضي التضادّ. و إن أردتم تعلّق الجزء، فكيف يصحّ منكم هذا، و قد يجوز أن تذهب الحركة إلى غير النهاية و إن استحال ذلك في الوجود، و معلوم أنّ الشيء لا يعقل مفارقا لجزئه، و بهذا استدللتم على أنّ تناهي المقادير خارج عنها غير مقوّم لها؟
ثمّ كيف يعقل أن تكون الأطراف فصولا للحركة و هي متساوية في الماهية؛ فإنّ الأطراف خطوط أو سطوح لا تتغيّر جوانب ما هو فيها بتغيّر كونها مبدأ و منتهى؟
ثمّ إذا كان «ما منه» و «ما إليه» إنّما يتضادّان بالعرض في بعض الصور-و هو كون
[1] . كذا في «م» و «ت» و الأولى أن يقال: «فهما مقوّمان للحركة» .